وقال أبو السعود :
﴿ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز ﴾
أي العذاب المذكور على التفصيل فاللامُ للجنس المنتظمِ لكل واحدةٍ من الآيات المفصلة، أي كلما وقع عليهم عقوبةٌ من تلك العقوبات قالوا في كل مرة ﴿ قَالُواْ يا موسى ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ﴾ أي بعهده عندك وهو النبوةُ أو بالذي عهِد إليك أن تدعوَه فيجيبَك كما أجابك في آياتك، وهو صلةٌ لادْعُ أو حالٌ من الضمير فيه، بمعنى ادعُ الله متوسلاً إليه بما عهد عندك، أو متعلقٌ بمحذوف دل عليه التماسُهم، مثلُ أسعِفْنا إلى ما نطلب بحق ما عندك أو قسم أجيب بقوله تعالى :﴿ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز ﴾ الذي وقع علينا ﴿ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِى إسراءيل ﴾ أي أقسَمْنا بعهد الله عندك لئن كشفت الخ. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
﴿ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز ﴾
أي العذاب المذكور على التفصيل كما روي عن الحسن.
وقتادة.
ومجاهد ؛ و﴿ لَّمّاً ﴾ لا تنافي التفصيل والتكرير كما لا يخفى.
وعن أبي عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه أصابهم ثلج أحمر لم يروه قبل فهلك منهم كثير، وعن ابن جبير أنه الطاعون، وقد ورد إطلاقه عليه في حديث أسامة بن زيد المرفوع " وهو الطاعون رجز أرسل على طائفة من بني إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه " وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : أمر موسى عليه السلام بني إسرائيل فقال : ليذبح كل منكم كبشاً ثم ليخضب كفه في دمه ثم ليضرب على بابه ففعلوا، فقال القبط لهم : لم تجعلوا هذا الدم على أبوابكم؟ قالوا : إن الله تعالى يريد أن يرسل عليكم عذاباً فنسلم وتهلكون، قال القبط : فما يعرفكم الله تعالى إلا بهذه العلامة؟ قالوا : هكذا أمرنا نبينا، فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفاً فأمسوا وهم لا يتدافنون، والمعنى على الأول أنهم كلما وقع عليهم عقوبة من العقوبات المذكورة.