ولما كان المعنى أنهم لا يعرضون للإناث صغاراً ولا كباراً، وكان إنكار ما يكون إبقاء النساء بلا رجال لما يخشى من الضياع والعار، وكان مظنة العار أكبر - عبر عنهن بقولة :﴿نساءكم﴾ وتنبيهاً على أن قتل الأبناء إنما هو للخوف من صيرورتهم رجالاً لئلا يسلبهم واحد منهم أعلمهم به كهانهم ملكهم ؛ وأشار إلى شدة ذلك بقوله :﴿وفي ذلكم﴾ أي الأمر الصعب المهول ﴿بلاء﴾ أي اختبار لكم ولهم ﴿من ربكم﴾ أي المحسن إليكم في حالي الشدة والرخاء، فأنه أخفى عنهم الذي قصدوا القتل لأجله، وأنقذكم به بعد أن رباه عند الذي هو مجتهد في ذبحه ﴿عظيم ﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٠٥ ـ ١٠٦﴾
فصل
قال الفخر :
اعلم أن هذه الآية مفسرة في سورة البقرة، والفائدة في ذكرها في هذا الموضع أنه، تعالى هو الذي أنعم عليكم بهذه النعمة العظيمة، فكيف يليق بكم الاشتغال بعبادة غير الله تعالى والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٤ صـ ١٨٤﴾