وقرأ الأعمش :" بِرِسَالاتِي وبِكلمِي " جمع " كلمة " وروى عنه المهدويُّ أيضاً " وتكليمي " على وزن التَّفعيل، وهي تؤيِّدُ أنَّ الكلامَ مصدرٌ.
وقرأ أبو رجاء " بِرِسالتِي " بالإفراد و" بِكَلِمي " بالجمع، أي : وبسمَاع كلمي.
وقوله :﴿ فَخُذْ مَآ آتَيْتُكَ ﴾ أي : اقْنَعْ بما أعيتك.
﴿ وَكُنْ مِّنَ الشاكرين ﴾، أي : المظهرين لإحسانِي إليك، وفضلي عليك.
يقال : دَابَّةٌ شكورٌ، إذا ظهر عليها من السِّمن فوق ما تُعْطَى من العَلَف، والشَّاكِرُ متعرض للمزيد ؛ كما قال تعالى :( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) [ إبراهيم : ٧ ]. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ٣٠٤ ـ ٣٠٥﴾. باختصار.
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٤٤) ﴾
هذا الخطاب لِتَدَارُكِ قلب موسى - عليه السلام - بكل هذا الرِّفق، كأنه قال : يا موسى، إني منعتُكَ عن شيء واحد وهو الرؤية، ولكني خصصتُك بكثيرٍ من الفضائل ؛ اصطفيتُك بالرسالة، وأكرمتُك بشرف الحالة، فاشكرْ هذه الجملة، واعرفْ هذه النعمة، وكنْ من الشاكرين، ولا تتعرضْ لمقام الشكوى، وفي معناه أنشدوا :
إنْ أعرضوا فهم الذين تَعَطَّفُوا... وإنْ جَنَوْا فاصبرْ لهم إن أخلفوا
وفي قوله سبحانه :﴿ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ إشارة لطيفة كأنه قال : لا تكن من الشاكين، أي إِنْ منعتُكَ عن سُؤْلِك، ولم أعْطِك مطلوبَك فلا تَشْكُنِى إذا انصرفتَ. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٥٦٨﴾


الصفحة التالية
Icon