وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ وكتبنا له في الألواح ﴾ الآية،
الضمير في ﴿ له ﴾ عائد على موسى عليه السلام، والألف واللام في ﴿ الألواح ﴾ عوض من الضمير الذي يقدر وصله بين الألواح وموسى عليه السلام، تقديره في ألواحه، وهذا كقوله تعالى :﴿ فإن الجنة هي المأوى ﴾ [ النازعات : ٤١ ] مأواه وقيل : كانت الألواح اثنين، وقيل أيضاً من برد، وقال الحسن من خشب، وقوله ﴿ من كل شيء ﴾ لفظه عموم والمراد به كل شيء ينفع في معنى الشرع ويحتاج إليه في المصلحة، وقوله ﴿ لكل شيء ﴾ مثله، قال ابن جبير : ما أمروا به ونهوا عنه، وقاله مجاهد : وقال السدي : الحلال والحرام. وقوله ﴿ بقوة ﴾ معناه بجد وصبر عليها واحتمال لمؤنها قاله ابن عباس والسدي، وقال الربيع بن أنس ﴿ بقوة ﴾ هنا بطاعة، وقال ابن عباس أمر موسى أن يأخذ بأشد مما أمر به قومه، و" خذ " أصله أؤخذ حذفت الهمزة التي هي فاء الفعل على غير قياس فاستغني عن الأول، وقوله ﴿ بأحسنها ﴾ يحتمل معنيين أحدهما التفضيل كأنه قال : إذا اعترض فيها مباحان فيأخذون الأحسن منهما كالعفو والقصاص، والصبر والانتصار.
قال القاضي أبو محمد : هذا على القول إن أفعل في التفضيل لا يقال إلا لما لهما اشتراك في المفضل فيه وأما على القول الآخر فقد يراد بالأحسن المأمور به بالإضافة للمنهي عنه لأنه أحسن منه، وكذلك الناسخ بالإضافة إلى المنسوخ ونحو هذا، وذهب إلى هذا المعنى الطبري.