وقرأ قسامة بن زهير " سأورثكم " قاله أبو حاتم، ونسبها المهدوي إلى ابن عباس، وثبتت الواو في خط المصحف فلذلك أشكل هذا الاختلاف مع أنا لا نتأول إلا أنها مرويات فأما من قرأها " سأوريكم " فالمعنى عنده سأعرض عليكم وأجعلكم تخشون لتعتبروا حال دار الفاسقين، والرؤية هنا رؤية العين إلا أن المعنى يتضمن الوعد للمؤمنين والوعيد للفاسقين ويدل على أنها ررية العين تعدى فعلها وقد عدي الهمزة إلى مفعولين فهو مقدر أي مدمرة أو خربة مسعرة على قول من قال : هي جهنم، قيل له : ولا يجوز حذف هذا المفعول والاقتصار دونه أنها داخله على الابتداء والخبر ولو جوز لكان على قبح في اللسان لا يليق بكتاب الله عز وجل، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومقاتل وقتادة في كتاب النقاش ﴿ دار الفاسقين ﴾ مصر والمراد آل فرعون، وقال قتادة أيضاً :" دار الفاسقين " الشام والمراد العمالقة الذين أمر موسى بقتالهم، وقال مجاهد والحسن :" دار الفاسقين " جهنم والمراد الكفرة بموسى عامة، وقال النقاش عن الكلبي :﴿ دار الفاسقين ﴾ دور ثمود وعاد والأمم الخالية : أي سنقصها عليكم فترونها. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾