أي عزيزة طويلة قاله قطرب وابن الأنباري فعلى هذا أمروا بأن يأخذوا بحسنها وهو ما يترتب عليه الثواب دون المناهي التي يترتب على فعلها العقاب، وقيل أحسن هنا صلة والمعنى يأخذوا بها وهذا ضعيف لأنّ الأسماء لا تزاد وانجزم ﴿ يأخذوا ﴾ على جواب الأمر وينبغي تأويل ﴿ وأمر قومك ﴾ لأنه لا يلزم من أمر قومه بأخذ أحسنها أن ﴿ يأخذوا بِأحسنها ﴾ فلا ينتظم منه شرط وجزاء ﴿ وبأحسنها ﴾ متعلّق بيأخذوا وذلك على إعمال الثاني لأن ﴿ يأخذوا بِأحسنها ﴾ مقتضى لقوله ﴿ وأمر ﴾ ولقوله ﴿ يأخذوا ﴾ مجزوماً على إضمار لام الأمر أي ليأخذوا لأنّ معنى ﴿ وأمر قومك ﴾ قل لقومك وذلك على مذهب الكسائي ومفعول ﴿ يأخذوا ﴾ محذوف لفهم المعنى أي ﴿ يأخذوا ﴾ أنفسهم ﴿ بِأحسنها ﴾ ويحتمل أن تكون الباء زائدة أي يأخذوا أحسنها كقوله لا يقرأن بالسور، والوجه الأوّل أحسن وانظر إلى اختلاف متعلق الأمرين أمر موسى بأخذ جميعها، فقيل :﴿ فخذها بقوة ﴾ وأكّد الأخذ بقوله ﴿ بقوة ﴾ وأمروا هم أن ﴿ يأخذوا بِأحسنها ﴾ ولم يؤكد ليعلم أن رتبة النبوة أشقّ في التكليف من رتبة التابع ولذلك فرض على رسول الله ( ﷺ ) قيام الليل وغير ذلك من التكاليف المختصة به والإراءة هنا من رؤية العين ولذلك تعدَّت إلى اثنين و﴿ دار الفاسقين ﴾ مصر قاله عليّ وقتادة ومقاتل وعطية العوفي والفاسقون فرعون وقومه.


الصفحة التالية
Icon