وفي " العباب " : هذا نظم لم يسمع به قبل القرآن، ولا عرفته العرب، والأصل فيه نزول الشيء من أعلى إلى أسفل، ووقوعه على الأرض، ثم اتسع فيه فقيل للخطأ من الكلام سقط، لأنهم شبهوه بما لا يحتاج إليه، فيسقط، وذكر اليد لأن الندم يحدث في القلب، وأثره يظهر في اليد، كقوله تعالى :﴿ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَق ﴾، ولأن اليد هي الجارحة العظمى فربما يسند إليها ما لم تباشره، كقوله تعالى :﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاك ﴾. انتهى.
وعليه، فيكون سُقط من السقاط، وهو كثرة الخطأ كما قال :
~كيف يرجون سِقَاطِي بَعْدَ ما لَفَعَ الرأسَ بياضٌ وَصَلعْ
وقيل : من عادة النادم أن يطأطئ رأسه، يضعه على يده، معتمداً عليه وتارة يضعها تحت ذقنه، وشطر من وجهه على هيئة لو نزعت يده لسقط على وجهه، فكانت اليد مسقوطاً فيها، لتمكن السقوط فيها.
ويكون قوله :﴿ سُقِطَ فِي أيْدِيهِمْ ﴾ بمعنى سقط على أيديهم، كقوله :﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْل ﴾، أي : عليها، و سُقط عده بعضهم من الأفعال التي لا تتصرف، كنعم وبئس. وقرئ رباعي مجهول، وهي لغة نقلها الفراء والزجاج، كما قدمنا. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٧ صـ ١٨٨ ـ ١٨٩﴾


الصفحة التالية
Icon