ولما أخبر بتكبرهم في الحال، عطف عليه فعلهم في المآل فقال :﴿وإن يروا كل آية﴾ أي مرئية أو مسموعة ﴿لا يؤمنوا بها﴾ أي لتكبرهم عن الحق ﴿وإن يروا سبيل﴾ أي طريق ﴿الرشد﴾ أي الصلاح والصواب الذي هو أهل للسلوك ﴿لا يتخذوه سبيلاً﴾ أي فلا يسلكونه بقصد منهم ونظر وتعمد، بل إن سلكوه فعن غير قصد ﴿وإن يروا سبيل الغي﴾ أي الضلال ﴿يتخذوه سبيلاً﴾ أي بغاية الشهوة والتعمد والاعتمال لسلوكه.
ولما كان هذا محل عجب، أجاب من يسأل عنه بقوله :﴿ذلك﴾ أي الصرف العظيم الذي زاد عن مطلق الصرف بالعمى عن الإيمان واتخاذ الرشاد ﴿بأنهم﴾ أي بسبب أنهم ﴿كذبوا بآياتنا﴾ أي على ما لها من العظمة ﴿وكانوا عنها﴾ أي خاصة جبلة وطبعاً ﴿غافلين﴾ أي كان دأبهم وديدنهم معاملتهم لها بالإعراض عنها حتى كأنها مغفول عنها فهم لذلك يصرون على ما يقع منهم. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١١١ ـ ١١٢﴾