وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ﴾)
فيها قولان.
أحدهما : أنها الشرك.
والثاني : الشرك، وغيره من الذنوب.
﴿ ثم تابوا من بعدها ﴾ يعني : السيئات.
وفي قوله :﴿ وآمنوا ﴾ قولان.
أحدهما : آمنوا بالله، وهو يُخرَّج على قول من قال : هي الشرك.
والثاني : آمنوا بأن الله تعالى يقبل التوبة.
﴿ إن ربك من بعدها ﴾ يعني : السيئات. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ والذين عملوا السيئات ﴾
يعني عملوا الأعمال السيئة ويدخل في ذلك كل ذنب صغير وكبير حتى الكفر فما دونه ﴿ ثم تابوا من بعدها ﴾ يعني ثم رجعوا إلى الله من بعد أعمالهم السيئة ﴿ وآمنوا ﴾ يعني وصدقوا بالله تعالى وأنه يقبل توبة التائب ويغفر الذنوب ﴿ إن ربك ﴾ يا محمد أو يا أيها الإنسان التائب ﴿ من بعدها ﴾ يعني من بعد توبتهم ﴿ لغفور رحيم ﴾ يعني أنه تعالى يغفر الذنوب ويرحم التائبين وفي الآية دليل على أن السيئات بأسرها صغيرها وكبيرها مشتركة في التوبة وأن الله تعالى يغفرها جميعاً بفضله ورحمته وتقدير الآية أن من أتى بجميع السيئات ثم تاب إلى الله وأخلص التوبة فإن الله يغفرها له ويقبل توبته وهذا من أعظم البشائر للمذنبين التائبين. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon