فقال :﴿ ابْنَ أُمَّ ﴾ [ طه : ٩٤ ] فَذَكَرَ الأمَّ هنا للاسترفاق والاسترحام.
وكذلك قوله :﴿ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى وَلاَ بِرَأْسِى ﴾ [ طه : ٩٤ ] يريد بهذا أنه قد توالت المحنُ علي فذرني وما أنا فيه، ولا تَزِدْ في بلائي، خلفتني فيهم فلم يستنصحوني. وتلك عليَّ شديدةٌ. ولقيتُ بَعْدَكَ منهم ما ساءني، ولقد علمت أنها كانت علي عظيمة كبيرة، وحين رجعتَ أخذتَ في عتابي وجر رأسي وقصدْتَ ضربي، وكنت أود منك تسليتي وتعزيتي. فرِفقاً بي ولا تُشْمِتْ بي الأعداء، ولا تضاعِفْ عليّ البلاء.
وعند ذلك رقَّ له موسى - عليه السلام، ورجع إلى الابتهال إلى الله والسؤال بنشر الافتقار فقال :﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلأَخِى وَأَدْخِلْنَا فِى رَحْمَتِكَ ﴾. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٥٧٢ ـ ٥٧٣﴾


الصفحة التالية
Icon