وهو يعلم : بأيّ سلطان تفعل هذا؟ ومن اعطاك هذا السلطان؟ أجاب يسوع وقال لهم : أنا أسألكم عن كلمة واحدة، فإن أنتم قلتم لي قلت لكم بأي سلطان أفعل هذا، معمودية يوحنا من أين هي؟ من السماء أو من الناس؟ ففكروا في نفوسهم قائلين : إن قلنا : من السماء قال لنا : لماذا لم تؤمنوا به؟ وإن قلنا : من الناس، خفنا من الجمع، وقال لوقا : وإن قلنا من الناس فإن جميع الشعب يرجمنا لأنهم قد تيقنوا أن يوحنا نبي ؛ وقال متى : لأن يوحنا كان عندهم مثل نبي ؛ وقال مرقس : لأن جميعهم كان يقول : إن يوحنا نبي ؛ قال متى : فقالوا : لا نعلم، فقال : ولا أنا أيضاً أعلمكم بأي سلطان أفعل هذا.
قال مرقس : وبدأ يكلمهم بأمثال قائلاً ؛ قال متى : ماذا تظنون بإنسان كان له ابنان فجاء إلى الأول فقال له : يابني! اذهب اليوم واعمل في الكرم، فأجاب وقال : ما أريد - وبعد ذلك ندم ومضى، جاء إلى الثاني وقال له مثل هذا فأجاب وقال : نعم يارب! أنا أمضي - و - لم يمض، من منهما فعل إرادة الأب؟ فقالوا له : الأول، فقال لهم يسوع : الحق أقول لكم! إن العشارين والزنا يسبقونكم إلى ملكوت الله، جاءكم يوحنا بطريق العدل فلم تؤمنوا به، والعشارون والزناة آمنوا به، فأما أنتم فرأيتم ذلك ولم تندموا أخيراً لتؤمنوا به.