وقال السمؤال بن يحيى أحد أحبارهم في سبب إسلامه : إن اليهود يقولون : إن هذه البشارة نزلت في حق سموأل أحد أنبيائهم الذين بعد موسى لأنه كان مثل موسى عليه السلام في أنه من سبط لاوي، وقال : إنه رأى سموأل عليه السلام في المنام وأنه دفع إليه كتاباً فوجد فيه هذه البشارة فقال له : هنيئاً لك يا نبي الله ما خصك الله به! فنظر مغضباً وقال : أوإياي أراد الله بهذا يا ذكي!ما أفادتك إذن البراهين الهندسية، فقلت : يا نبي الله! فمن أراد الله بهذا؟ قال : الذي أراد في قوله : هوفيع ميهار فاران، وتفسيره إشارة إلى نبوة وعد بنزولها على جبال فاران، فعرفت أنه يعني المصطفى ـ ﷺ ـ، لأنه المبعوث من جبال فاران وهي جبال مكة، ثم قال : أو ما علمت ان الله لم يبعثني بنسخ شيء من التوارة، وإنما بعثني أذكرهم بها وأحيي شرائعها وأخلصهم من أهل فلسطين، قلت : بلى يانبي الله! قال : فأي حاجة بهم إلى أن يوصيهم ربهم باتباع من لم ينسخ دينهم ولم يغير شريعتهم، أرأيتهم احتاجوا إلى أن يوصيهم بقبول نبوة دانيال أو يرميا أو حزقيل؟ قلت : لا لعمري! فأخذ الكتاب من يدي وانصرف مغضباً فارتعبت لغضبه وازدجرت لموعظته واستيقظت مذعوراً.