وقال الخازن :
قوله :﴿ ومن قوم موسى ﴾ يعني من بني إسرائيل ﴿ أمة ﴾ أي جماعة ﴿ يهدون بالحق ﴾ يعني يهتدون بالحق ويستقيمون عليه ويعملون به ويرشدون إليه ﴿ وبه يعدلون ﴾ يعني وبالحق يحكمون وبالعدل يأخذون ويعطون ويتصفون.
واختلفوا في هؤلاء من هم فقيل هم الذين أسلموا من بني إسرائيل مثل عبد الله بن سلام وأصحابه فإنهم آمنوا بموسى والتوراة وآمنوا بمحمد ( ﷺ ) والقرآن واعترض على هذا بأنهم كانوا قليلين ولفظ الأمة يقتضي الكثرة.
وأجيب عنه بأنهم لما كانوا مخلصين في الدين جاز إطلاق لفظ الأمة عليهم كما في قوله إن إبراهيم كان أمة وقيل هم قوم بقوا على الدين الحق الذي جاء به موسى قبل التحريف والتبديل ودعوا الناس إليه.
وقال السدي وابن جريج وجماعة من المفسرين : إن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطاً تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وأن يبعدهم عنم ففتح الله لهم نفقاً في الأرض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين فهم هناك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا.
قال ابن جريج قال ابن عباس : ساروا في السرب سنة ونصفاً رواه الطبري.
وحكى البغوي عن الكلبي والضحاك والربيع قالوا : هم قوم خلف الصين بأقصى الشرق على نهر يسمى نهر الأردن ليس لأحد منهم مال دون صاحبه يمطرون بالليل ويصحون بالنهار ويزرعون ولا يصل إليهم أحد منا وهم على الحق.