وقال السمرقندى :
قوله :﴿ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحق ﴾
يعني : جماعة يدعون إلى الحق ﴿ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ يعني : وبالحق يعملون.
وقال بعضهم : يعني به مؤمني أهل الكتاب وهم عبد الله بن سلام وأصحابه وهذا كما قال في آية أخرى :﴿ لَيْسُواْ سَوَآءً مِّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ ءايات الله ءَانَآءَ الليل وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴾ [ آل عمران : ١١٣ ] الآية.
وقال بعضهم : هم قوم من وراء الصين من أمة موسى ما وراء رمل عالج.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ ليلة أُسري به إلى البيت المقدس ومعه جبريل فرفعه إليهم وكلّمهم وكلّموه.
فقال لهم جبريل : هل تعرفون من تكلمون؟ قالوا : لا.
قال : فإن هذا محمد النبي الأمي.
قال : يا جبريل وقد بعثه الله تعالى؟ قال نعم فآمنوا به وصدّقوه.
وقالوا : يا رسول الله إن موسى بن عمران أوصى إلينا أن من أدرك ذلك النبي منكم فليقرأ عليه السلام مني ومنكم ورد رسول الله ﷺ على موسى ورد عليهم السلام ثم قال لهم رسول الله ﷺ :" ما لِي أَرَى بُيُوتَكُمْ مُسْتَوِيَةً " ؟ قالوا : لأنا قوم لا يبغي بعضنا على بعض.
قال :" فما لي لا أرى عليها أبواباً " ؟ قالوا : إنّا لا يضر بعضنا بعضاً.
قال :" فَمَا لِي لا أَرَاكُمْ تَضْحَكُونَ " ؟ قالوا : ما ضحكنا قط لأن الله تعالى أخبرنا في كتابه أن جهنم عرضها ما بين الخافقين وقعرها الأرض السفلى، وقد أقسم الله تعالى ليملأنها من الجنة والناس أجمعين.
قال :" فَهَلْ تَبْكُونَ عَلَى المَيِّتِ "
؟ قالوا : يا رسول الله كيف نبكي على الميت وكلنا ميتون.
وهو سبيل لا بد منه.
والله أعطانا والله أخذ منا.
قال :" فَهَلْ تَمْرَضُونَ " ؟ قالوا : يا رسول الله إنما يمرض أهل الذنوب والخطايا.


الصفحة التالية
Icon