قال أبو عمرو الداني هي قراءة نصر بن عاصم وطلحة بن مصرف، وروي عن نصر " بِيس " بباء مكسورة من غيرهم، قال الزهراوي وروي عن الأعمش " بئِّسٍ " الباء مفتوحة والهمزة مكسورة مشددة والسين مكسورة منونة، وقرأت فرقة " بئس " كالتي قبل إلا فتح السين، ذكرها أبو عمرو الداني عما حكى يعقوب، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي ونافع في رواية أبي قرة عنه وعاصم في رواية حفص عنه " بئيسٍ " بباء بعد الهمزة المكسورة والسين المنونة على وزن فعيل، وهذا وصف بالمصدر كقولهم عذير الحي والنذير والنكير، ونحو ذلك، وهي قراءة الأعرج ومجاهد وأهل الحجاز وأبي عبد الرحمن ونصر بن عاصم والأعمش وهي التي رجح أبو حاتم، ومنه قول ذي الأصبع العدواني :[ مجزوء الكامل ]
حنقاً عليّ ولا أرى... لي منهما نشراً بئيسا
وقرى أهل مكة " بئيس " كالأول إلا كسر الباء على وزن فعيل قال أبو حاتم : هما لغتان، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه " بَيْئسَ " بفتح الباء وسكون الياء وفتح الهمزة على وزن فيعَل ومعناه شديد، ومنه قول امرىء القيس بن عابس الكندي :[ الرجز ]
كلاهما كان رييساً بَيْئَسا... يضرب في يوم الهياج القونسا