وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ فلما نسوا ما ذكروا به ﴾
أي فلما تركوا ما وعظوا به ﴿ أنجينا الذين ينهون عن السوء ﴾ وهم الفرقة الناهية ﴿ وأخذنا الذين ظلموا ﴾ يعني الفرقة المعتدية العاصية ﴿ بعذاب بئيس ﴾ أي شديد وجميع من البأس وهو الشدة ﴿ بما كانوا يفسقون ﴾ يعني أخذناهم بالعذاب بسبب فسقهم واعتدائهم وخروجهم عن طاعتنا.
روى عكرمة عن ابن عباس قال : أسمع الله يقول أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس فلا أدر ما فعلت الفرقة الساكتة وجعل يبكي قال عكرمة : فقلت جعلني الله فداك، ألا تراهم قد أنكروا وكرهوا ما هم عليه، وقالوا لم تعظون قوماً الله مهلكهم، وإن لم يقل الله أنجيتهم لم يقل أهلكتهم قال فأعجبه قولي ورضي به وأمر لي ببردين فكسانيهما وقال : نجت الساكتة وقال يمان بن رباب : نجت الطائفتان الذين قالوا لم تعظون والذين قالوا معذرة وأهلك الله الذين أخذوا الحيتان وهذا قول الحسن، وقال ابن زيد : نجت الناهية وهلكت الفرقتان وهذه الآية أشد آية في ترك النهي عن المنكر. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon