وقال ابن كثير : وسكت عن الساكتين، لأن الجزاء من جنس العمل، فهم لا يستحقون مدحاً فيمدحوا ولا ارتكبوا عظيماً فيذموا، ومع هذا فقد اختلف الأئمة فيهم : هل كانوا من الهالكين، أو من الناجين ؟ على قولين.
ويروى أن ابن عباس كان توقف فيهم، ثم صار إلى نجاتهم، لما قال له غلامه عِكْرِمَة : ألا ترى أنهم قد كرهوا ما هم عليه، خالفوهم، وقالوا : لم تعظون قوماً الله مهلكهم ؟ فكساه حلة.
الرابع : دل قوله تعالى :﴿ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ على أن النهي عن المنكر لا يسقط، ولو علم المنكر عدم الفائدة فيه، إذ ليس من شرطه حصول الإمتثال عنه، ولو لم يكن فيه إلا القيام بركن عظيم من أركان الدين، والغيرة على حدود الله، والإعتذار إليه تعالى، وإذ شدد في تركه لكفاه فائدة. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٧ صـ ٢١٤ ـ ٢١٦﴾