وقيل : المراد بقوله ليبعثن عليهم اليهود الذين كانوا في زمن رسول الله ( ﷺ ) والذي بعثه الله عليهم وهو رسول الله ( ﷺ ) وأمته فألزم من لم يسلم منهم الصَّغار والذلة والهوان والجزية لازمة لليهود إلى يوم القيامة وأورد على هذا بأن في آخر الزمان يكون لهم عزة وذلك عند خروج الدجال لأن اليهود أتباعه وأشياعه وأجيب عنه بأن ذلك العز الذي يحصل لهم في نفسه غاية الذلة لأنهم يدعون إلهية الدجال فيزدادون كفراً على كفرهم فإذا هلك الدجال أهلكهم المسلمون وقتلوهم جميعاً فذلك هو الذلة والصغار المشار إليه بقوله تعالى ليبعثن عليهم ﴿ إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ﴾ وهذا نص في أن العذاب إنما يحصل لهم في الدنيا مستمراً عليهم إلى يوم القيامة ولهذا فسر هذا العذاب بالإهانة والذلة وأخذ الجزية منهم فإذا أفضوا إلى الآخرة ؛ كان عذابهم أشد وأعظم وهو قوله تعالى ﴿ إن ربك لسريع العقاب ﴾ يعني لمن أقام على الكفر ففيه دليل على أنه يجمع لهم مع ذلة الدنيا عذاب الآخرة فيكون العذاب مستمراً عليهم في الدنيا والآخرة، ثم ختم الآية بقوله تعالى :﴿ وإنه لغفور رحيم ﴾ يعني لمن آمن منهم ورجع عن الكفر واليهودية ودخل في دين الإسلام. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon