وقال أبو حيان :
﴿ والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحِين ﴾.
الظاهر أنّ الكتاب هو السابق ذكره في ﴿ ورثوا الكتاب ﴾ فيجيء الخلاف فيه كالخلاف في ذلك وهو مبني على المراد في قوله ﴿ خلف ورثوا ﴾، وقيل : الكتاب هنا للجنس أي الكتب الإلهية والتمسّك بالكتاب يستلزم إقامة الصلاة لكنها أفردت بالذكر تعظيماً لشأنها لأنها عماد الدين بين العبد وبين الشرك ترك الصلاة، وقرأ عمر وأبو العالية وأبو بكر عن عاصم ﴿ يمسكون ﴾ من أمسك والجمهور ﴿ يمسكون ﴾ مشدّداً من مسك وهما لغتان جمع بينهما كعب بن زهير فقال :
فما تمسّك بالعهد الذي زعمت...
إلا كما يمسك الماء الغرابيل


الصفحة التالية
Icon