وقال أبو السعود :
قوله تعالى :﴿ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا ﴾
عطفٌ على تقولوا و ( أو ) لمنع الخلوّ دون الجمعِ، أي هم اخترعوا الإشراكَ وهم سنّوه ﴿ مِن قَبْلُ ﴾ أي من قبل زمانِنا ﴿ وَكُنَّا ﴾ نحن ﴿ ذُرّيَّةً مّن بَعْدِهِمْ ﴾ لا نهتدي إلى السبيل ولا نقدِر على الاستدلال بالدليل ﴿ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المبطلون ﴾ من آبائنا المُضلّين بعد ظهور أنهم المجرمون ونحن عاجزون عن التدبير والاستبدادِ بالرأي، أو أتؤاخذنا فتهلكنا الخ، فإن ما ذكر من استعدادهم الكاملِ يسُدّ عليهم بابَ الاعتذار بهذا أيضاً فإن التقليدَ عند قيامِ الدلائلِ والقدرةِ على الاستدلال بها مما لا مساغَ له أصلاً.