وقال الآلوسى :
﴿ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آَبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ ﴾
﴿ أَوْ تَقُولُواْ ﴾ في ذلك اليوم ﴿ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ ءابَاؤُنَا ﴾ أي إن آباءنا هم اخترعوا الإشراك وهم سنوه من قبل زماننا ﴿ وَكُنَّا ﴾ نحن ﴿ ذُرّيَّةً مّن بَعْدِهِمْ ﴾ لا نهتدي إلى سبيل التوحيد ﴿ أَفَتُهْلِكُنَا ﴾ أي أتؤاخذنا فتهلكنا اليوم بالعذاب ﴿ بِمَا فَعَلَ المبطلون ﴾ من آبائنا المضلين لا نراك تفعل.
و﴿ أَوْ ﴾ لمنع الخلو دون الجمع، وفعل القول عطف على نظيره.
وقرأهما أبو عمرو بالياء على الغيبة لأن صدر الكلام عليها، ووجه قراءة الخطاب ما علمت.
وقال البعض : إن ذاك لقول الرب تعالى ربكم وإنما وإنما لم يسع القوم هذا القول ون ما ذكر من استعدادهم يضيق عليهم المسالك إليه إذ التقليد عند قيام الدلائل والقدرة على الاستدلال بها مما لا مساغ إليه أصلاً.
هذا والذي عليه المحدثون والصوفية قاطبة أن الله تعالى أخذ من العباد بأسرهم ميثاقاً قالياً قبل أن يظهروا بهذه البنية المخصوصة وأن الإخراج من الظهور كان قبل أيضاً.
فقد أخرج أحمد. والنسائي. وابن جرير. وابن مردويه. والحاكم وصححه. والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال :" إن الله تعالى أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان يوم عرفة فاخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنشرها بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلاً ألست بربكم؟ قالوا : بلى شهدنا ".


الصفحة التالية
Icon