ولا يخفى أن ما ذكره أولاً من تعلق ﴿ إن ﴾ وما بعدها بفعل مضمر ينسحب عليه الكلام أو بنفس الفعل المضمر العامل في ﴿ إِذْ ﴾ وضاح في دفع السؤال الذي أشرنا إليه، وإنه لعمري في غاية الحسن إلا أن الظاهر تعلقه بالاشهاد وما يتفرع عليه، وأرى الجواب مع عدم العدول عنه لا يخلو عن العدول عنه، ويؤيد ماذكره ثانياً من كون ﴿ شَهِدْنَا ﴾ [ الأعراف : ١٧٢ ] من كلام الله تعالى وكونه العامل ما أخرجه ابن عبد البر في التمهيد من طريق السدي عن أبي مالك.
وعن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود وناس من الصحابة أنهم قالوا في الآية : لما أخرج الله تعالى آدم من الجنة قبل تهبيطه من السماء مسح صفح ظهره اليمنى فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر فقال لهم : ادخلوا الجنة برحمتى ومصح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر فقال : ادخلوا النار ولا أبالي فذلك قوله تعالى : أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ثم أخذ منهم الميثاق فقال :﴿ ألست بربكم؟ قالوا : بلى ﴾ [ الأعراف : ١٧٢ ] فأعطاه طائفة طائعين وطائفة كارهين على وجه التقية فقال : هو والملائكة ﴿ شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ القيامة ﴾ [ الأعراف : ١٧٢ ] الحديث، وفيه مخالفة لما روى عن الحبر أولاً من أن الأخذ كان بنعمان إذ هو ظاهر في كون ذلك بعد الهبوط وهذا ظاهر في كونه كان قبل، وفي بعض الأخبار مايقتضي أنه كان إذ كان عرضه سبحانه على الماء، فقد أخرج عبد بن حميد.
والحكيم الترمذي في نوادر الأصول.
والطبراني.
وأبو الشيخ في العظمة.