وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن منده في كتاب الرد على الجهمية واللالكائي وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات وابن عساكر في تاريخه عن أبي بن كعب في قوله ﴿ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم ﴾ إلى قوله ﴿ بما فعل المبطلون ﴾ جميعاً فجعلهم أرواحاً في صورهم، ثم استنطقهم فتكلموا، ثم أخذ عليهم العهد والميثاق ﴿ وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ﴾ قال : فإني أشهد عليكم السموات السبع، وأشهد عليكم أباكم آدم ﴿ أن تقولوا يوم القيامة ﴾ انَّا لم نعلم بهذا، اعلموا أنه لا إله غيري ولا رب غيري ولا تشركوا بي شيئاً، إني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي، وأنزل عليكم كتبي قالوا : شهدنا بأنك ربنا وإلهنا، لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك، فأقروا ورفع عليهم آدم ينظر إليهم، فرأى الغني والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال : يا رب لولا سوّيت بين عبادك؟ قال : إني أحببت أن أشكر.
ورأى الأنبياء فيهم مثل السرج عليهم النور، وخصوا بميثاق آخر في الرسالة والنبوة أن يبلغوا وهو قوله ﴿ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ﴾ [ الأحزاب : ٧ ] الآية وهو قوله ﴿ فطرة الله التي فطر الناس عليها ﴾ [ الروم : ٣٠ ] وفي ذلك قال ﴿ وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين ﴾ [ الأعراف : ١٠٢ ] وفي ذلك قال ﴿ فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ﴾ [ الأعراف : ١٠١ ] قال : فكان في علم الله يومئذ من يكذب به ومن يصدق به، فكان روح عيسى من تلك الأرواح التي أخذ عهدها وميثاقها في زمن آدم، فأرسله الله إلى مريم في صورة بشر فتمثل لها بشراً سوياً. قال : أبي فدخل من فيها.


الصفحة التالية
Icon