فصل


قال الفخر :
﴿وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الأيات﴾
المعنى : أن مثل ما فصلنا وبينا في هذه الآية، بينا سائر الآيات ليتدبروها فيرجعوا إلى الحق ويعرضوا عن الباطل، وهو المراد من قوله :﴿وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ وقيل : أي ما أخذ عليهم من الميثاق في التوحيد، وفي الآية قول ثالث ؛ وهو أن الأرواح البشرية موجودة قبل الأبدان، والإقرار بوجود الإله من لوازم ذواتها وحقائقها، وهذا العلم ليس يحتاج في تحصيله إلى كسب وطلب، وهذا البحث إنما ينكشف تمام الانكشاف بأبحاث عقلية غامضة، لا يمكن ذكرها في هذا الكتاب، والله أعلم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ٤٤﴾
وقال السمرقندى :
قوله عز وجل :﴿ وَكَذَلِكَ نفَصّلُ الآيات ﴾
يعني : هكذا نبيّن الآيات في أمر الميثاق ﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ إلى إقرارهم وإلى التوبة فالواو الأولى للعطف وهو قوله ﴿ وكذلك ﴾ والواو الثانية زيادة للوصل وهي قوله :﴿ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ ومعناه : وكذلك نفصل الآيات لعلهم يرجعون أي لكي يرجعوا. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon