وقال الشيخ الشعراوى :
﴿ وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١) ﴾
والجبل معروف أنه من الأحجار المندمجة في بعضها والمكونة لجرم عالٍ قد يصل إلى ألف متر أو أكثر، والحق يقول عن الجبال :﴿ والجبال أَرْسَاهَا ﴾ ولا يقال أرساها إلا إذا كان وجد شيء له ثقل، فأنت لا تقول :" أرسيت الورقة على المكتب "، ولكنك تقول :" أرسيت لوح الزجاج علىلمكتب ليحميه "، وأنت بذلك ترسي شيئاً له وزن وثقل.
وقد أرسى ربنا الجبال وجعلها في الأرض أوتادا، والوَتِد - كما نعلم - ممسوك من الموتود والمثبت فيه، بدليل أنه لو تخلخل في مكانه نضع له ما نسميه " تخشينة " لتلصقه وتربطه بما يثبت فيه، وهنا يقول الحق :﴿ وَإِذ نَتَقْنَا الجبل ﴾ " نتقنا " أي قلعنا، وهناك قول آخر :﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطور بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادخلوا الباب سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السبت... ﴾ [ النساء : ١٥٤ ]
وقال الحق أيضا :﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطور... ﴾ [ البقرة : ٦٣ ]