ولما كان كأنه قيل : فقالوا : أخذنا يارب عهودك، قال مشيراً إلى عظمته ليشتد إقبالهم عليه إشارة إلى أنه علة رفع الجبل :﴿خذوا ما آتيناكم﴾ أي بعظمتنا، فهو جدير بالإقبال عليه وإن يعتقد فيه الكمال، وأكد ذلك بقوله :﴿بقوة﴾ أي عزم عظيم على احتمال مشاقه ؛ ولما كان الأخذ للشيء بقوة ربما نسيه في وقت، قال :﴿واذكروا ما فيه﴾ أي من الأوامر والنواهي وغيرهما - فلا تنسوه ﴿لعلكم تتقون﴾ أي ليكون حالكم حال من يرجى تقواه، فدل سبحانه بهذا على تأكيد المواثيق عليهم في أخذ جميع ما في الكتاب الذي من جملته ألا تقولوا على الله إلا الحق ولا تكتموا شيئاً منه، قالوا : ولما قرأ موسى عليه السلام الألواح وفيها كتاب الله لم يبق على الأرض شجر ولا جبل ولا حجر إلا اهتز، فلذلك لا ترى يهودياً يسمع التوارة إلا اهتز وأنقض رأسه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٣ صـ ١٤٦ ـ ١٤٧﴾


الصفحة التالية
Icon