﴿ مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً ﴾ أي صفتهم كصفة الذي استوقد وكقوله ﴿ مثل الجنة التي وعد المتقون ﴾ أي صفتها وإذا تقرر هذا فقوله ساء مثلاً معناه بئس وصفاً فليس من ضرب المثل في شيء، وقرأ الحسن وعيسى بن عمر والأعمش : ساء مثل بالرفع ﴿ القوم ﴾ بالخفض واختلف على الجحدري فقيل : كقراءة الأعمش، وقيل : بكسر الميم وسكون الثاء وضم اللام مضافاً إلى ﴿ القوم ﴾ والأحسن في قراءة المثل بالرفع أن يكتفى به ويجعل من باب التعجب نحو لقضو الرجل أي ما أسوأ مثل القوم ويجوز أن يكون كبئس على حذف التمييز على مذهب من يجيزه التقدير ساء مثل القوم أو على أن يكون المخصوص ﴿ الذين كذبوا ﴾ على حذف مضاف أي بئس مثل القوم مثل ﴿ الذين ﴾ كذبوا لتكون الذين مرفوعاً إذ قام مقام مثل المحذوف لا مجروراً صفة للقوم على تقدير حذف التمييز.
﴿ وأنفسهم كانوا يظلمون ﴾ يحتمل أن يكون معطوفاً على الصلة ويحتمل ن يكون استئناف إخبار عنهم بأنهم كانوا يظلمون أنفسهم والزمخشري على طريقته في أنّ تقديم المفعول يدلّ على الحصر فقدره وما ظلموا إلا أنفسهم بالتكذيب، قال : وتقديم المفعول به لاختصاص كأنه قيل وخصُّوا أنفسهم بالظلم ولم يتعدّ إلى غيرها. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon