وروى السدي عن أشياخه أن بلعم أتى إلى قومه متبرِّعاً، فقال : لا ترهبوا بني إسرائيل، فانكم إذا خرجتم لقتالهم، دعوتُ عليهم فهلكوا، فكان فيما شاء عندهم من الدنيا، وذلك بعد مضي الأربعين سنة التي تاهوا فيها، وكان نبيهم يوشع لا موسى.
قوله تعالى :﴿ فانسلخ منها ﴾ أي : خرج من العلم بها.
قوله تعالى :﴿ فأَتْبعه الشيطان ﴾ قال ابن قتيبة : أدركه.
يقال : اتبَّعتُ القوم : إذا لحقتَهم، وتبعتُهم : سرتُ في أثرهم.
وقرأ طلحة بن مصرِّف :"فاتّبعه" بالتشديد.
وقال اليزيدي : أتبْعه واتَّبعه : لغتان.
وكأن "أتْبعه" خفيفة بمعنى : قفاه، "واتَّبعه" مشددة : حذا حذوه.
ولا يجوز أن تقول : أتبْعناك، وأنت تريد : اتَّبعناك، لأن معناها : اقتدينا بك.
وقال الزجاج : يقال : تبع الرجل الشيء واتَّبعه بمعنى واحد.
قال الله تعالى :﴿ فمن تَبِعَ هُدَايَ ﴾ [ البقرة : ٣٨ ] وقال :﴿ فاتبعهم فرعونُ ﴾ [ يونس : ٩٠ ].
قوله تعالى :﴿ فكان من الغاوين ﴾ فيه قولان.
أحدهما : من الضالين، قاله مقاتل.
والثاني : من الهالكين الفاسدين، قاله الزجاج. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon