وفيه نزل :﴿ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ الله وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ ﴾ [ التوبة : ١٠٧ ] وسيأتي في براءة.
وقال ابن عباس في رواية : نزلت في رجل كان له ثلاث دعوات يُستجاب له فيها، وكانت له امرأة يقال لها "البَسُوس" فكان له منها ولد ؛ فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة.
فقال : لك واحدة، فما تأمرين؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل.
فلما علمت أنه ليس فيهم مثلها رغبت عنه ؛ فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نباحة.
فذهب فيها دعوتان ؛ فجاء بنوها وقالوا : لا صبر لنا عن هذا، وقد صارت أمنا كلبة يعيّرنا الناس بها، فادع الله أن يردها كما كانت ؛ فدعا فعادت إلى ما كانت، وذهبت الدعوات فيها.
والقول الأوّل أشهر وعليه الأكثر.
قال عبادة ابن الصامت : نزلت في قريش، آتاهم الله آياته التي أنزلها الله تعالى على محمّد ﷺ فانسلخوا منها ولم يقبلوها.
قال ابن عباس : كان بلعام من مدينة الجبارين.
وقيل : كان من اليمن.
﴿ فانسلخ مِنْهَا ﴾ أي من معرفة الله تعالى، أي نزع منه العلم الذي كان يعلمه.
وفي الحديث عن النبيّ ﷺ :" العلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله تعالى على ابن آدم " فهذا مثل علم بَلْعَام وأشباهه، نعوذ بالله منه ؛ ونسأله التوفيق والممات على التحقيق.
والانسلاخ : الخروج ؛ يقال : انسلخت الحية من جلدها أي خرجت منه.
وقيل : هذا من المقلوب، أي انسلخت الآيات منه.
﴿ فَأَتْبَعَهُ الشيطان ﴾ أي لحِق به ؛ يقال : أتبعت القوم أي لحقتهم.
وقيل : نزلت في اليهود والنصارى، انتظروا خروج محمد ﷺ فكفروا به. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon