قلنا : النصب على الحال، كأنه قيل كمثل الكلب ذليلاً لاهثاً في الأحوال كلها.
ثم قال تعالى :﴿ذلك مَثَلُ القوم الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا﴾ فعم بهذا التمثيل جميع المكذبين بآيات الله قال ابن عباس : يريد أهل مكة كانوا يتمنون هادياً يهديهم وداعياً يدعوهم إلى طاعة الله، ثم جاءهم من لا يشكون في صدقه وديانته فكذبوه، فحصل التمثيل بينهم وبين الكلب الذي إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث لأنهم لم يهتدوا لما تركوا ولم يهتدوا لما جاءهم الرسول فبقوا على الضلال في كل الأحوال مثل هذا الكلب الذي بقي على اللهث في كل الأحوال.
ثم قال :﴿فاقصص القصص﴾ يريد قصص الذين كفروا وكذبوا أنبياءهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ يريد يتعظون. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ٤٦ ـ ٤٨﴾