وقال ابن عطية :
﴿ ولو شئنا لرفعناه ﴾
قالت فرقة معناه لأخذناه كما تقول رفع الظالم إذا هلك، والضمير في :﴿ بها ﴾ عائد على المعصية في الانسلاخ وابتدأ وصف حاله بقوله تعالى :﴿ ولكنه أخلد إلى الأرض ﴾ فهي عبارة عن إمهاله وإملاء الله له، وقال ابن أبي نجيح ﴿ لرفعناه ﴾ معناه لتوفيناه قبل أن يقع في المعصية ورفعناه عنها، والضمير على هذا عائد على الآيات، ثم ابتدأ وصف حاله، وقال ابن عباس وجماعة معه معنى ﴿ لرفعناه ﴾ أي لشرفنا ذكره ورفعنا منزلته لدينا بهذه الآيات التي آتيناه، ﴿ ولكنه أخلد إلى الأرض ﴾ فالكلام متصل، ذكر فيه السبب الذي من أجله لم يرفع ولم يشرف كما فعل بغيره، فمن أوتي هذا، و﴿ أخلد ﴾ معناه لازم وتقاعس وثبت، والمخلد الذي يثبت شبابه فلا يغشاه الشيب ومنه الخلد، ومنه قول زهير :[ الكامل ]
لمن الديار غشيتها بالفدفد... كالوحي في حجر المسيل المخلد


الصفحة التالية
Icon