ومعنى أن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث أي إن شددت عليه وأهجته لهث وإن تركته على حاله لهث لأن اللهث طبيعة أصلية فيه فكذلك حال الحريص على الدنيا إن وعظته فهو حريص لا يقبل الوعظ ولا ينجع فيه وإن تركته ولم تعظه فهو حريص أيضاً لأن الحرص على طلب الدنيا صار طبيعة له لازمة كما أن اللهث طبيعة لازمة للكلب ﴿ ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا ﴾ يعني أن المثل الذي ضربناه للذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها مثل القوم ا لذين كذبوا بآياتنا فعم هذا المثل جميع من كذب بآيات الله وجحدها فوجه التمثيل بينهم وبين الكلب اللاهث أنهم إذا جاءتهم الرسل ليهدوهم لم يهتدوا وإن تركوا لم يهتدوا أيضاً بل هم ضلاّل في كل حال ثم قال سبحانه وتعالى ﴿ فاقصص القصص ﴾ وهذا خطاب للنبي ( ﷺ ) يعني فاقصص القصص يا محمد على قومك أي أخبار من كفر بآيات الله ﴿ لعلهم يتفكرون ﴾ يعني فيتعظون، وقيل : هذا المثل لكفار مكة وذلك أنهم كانوا يتمنون هادياً يهديهم ويدعوهم إلى طاعة الله فلما جاءهم محمد ( ﷺ ) يدعوهم إلى الله وإلى طاعته وهم يعرفونه ويعرفون صدقه كذبوه ولم يقبلوا منه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾