وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ والذين كَذَّبُواْ بآياتنا ﴾
يعني : بمحمد والقرآن ﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُم ﴾ يعني : سنأخذهم بالعذاب ﴿ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ يعني : من حيث لا يشعرون.
وقال الكلبي : يعني نزيّن لهم فنهلكهم من حيث لا يعلمون.
يقول : سنأتيهم وهم المستهزئون فيقتل كل رجل منهم بغير قتلة صاحبه.
وقال القتبي : الاستدراج أن يذيقهم من بأسه قليلاً قليلاً.
ويقال : استدرج فلان فلاناً يعني : يعرف ما عنده وأصل هذا من الدرجة لأن الراقي يرقى درجة درجة.
فاستعير من هذا كقوله تعالى ﴿ والمرسلات عُرْفاً ﴾ [ المرسلات : ١ ] يعني : الملائكة يتابعون بعضهم بعضاً كعرف الفرس.
وكقوله تعالى :﴿ المنافقون والمنافقات بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بالمنكر وَيَنْهَوْنَ عَنِ المعروف وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ الله فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المنافقين هُمُ الفاسقون ﴾ [ التوبة : ٦٧ ] يمسكون عن العطية.
وقال السدي :﴿ سَنَسْتَدْرِجُهُم ﴾ يعني : كلما جددوا معصية جددنا لهم نعمة وأنسيناهم شكرها، ثم نأخذهم من حيث لا يعلمون، فذلك الاستدراج. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾