وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَأُمْلِي لَهُمْ ﴾
أي أطيل لهم المدة وأُمهلهم وأُؤخِّر عقوبتهم.
﴿ إِنَّ كَيْدِي ﴾ أي مكري.
﴿ مَتِينٌ ﴾ أي شديد قوِيّ.
وأصله من المتن، وهو اللحم الغليظ الذي عن جانب الصلب.
قيل : نزلت في المستهزئين من قريش، قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم مدّة.
نظيره ﴿ حتى إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أوتوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً ﴾ [ الأنعام : ٤٤ ]. وقد تقدّم. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ وأملي لهم ﴾
يعني وأمهلهم وأطيل مدة أعمارهم.
والإملاء في اللغة الإمهال وإطالة المدة والمعنى إني أطيل مدة أعمارهم ليتمادوا في الكفر والمعاصي ولا أعاجلهم بالعقوبة ولا أفتح لهم باب التوبة ﴿ إن كيدي متين ﴾ يعني إن أخذي شديد والمتين من كل شيء هو القوي الشديد.
وقال ابن عباس : معناه إن مكري شديد.
قال المفسرون : نزلت هذه الآية في المستهزئين من قريش وذلك أن الله سبحانه وتعالى أمهلهم ثم قتلهم في ليلة واحدة وفي هذه الآية دليل على مسألة القضاء والقدر وأن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾