فخِذاً يحذّرهم بأسَ الله تعالى فقال قائلُهم : إن صاحبَكم هذا لمجنونٌ بات يهوت إلى الصباح فنزلت. فالتصريحُ بنفي الجنونِ حينئذ للرد على عظيمتهم الشنعاءِ، والتعبيرُ عنه عليه الصلاة والسلام بصاحبهم واردٌ على شاكلة كلامِهم مع ما فيه من النكتة المذكورة، وقوله تعالى :﴿ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ جملةٌ مقررة لمضمون ما قبلها ومبينةٌ لحقيقة حالِه عليه الصلاة والسلام على منهاج قوله تعالى :﴿ إِنْ هذا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ﴾ بعد قوله تعالى :﴿ مَا هذا بَشَرًا ﴾ أي ما هو ﷺ إلا مبالغٌ في الإنذار مظهرٌ له غايةَ الإظهار إبرازاً لكمال الرأفةِ ومبالغةً في الإعذار. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾