قال الزمخشريُّ : فإن قلت : بم تُعلِّق قوله :﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾ ؟ قلت : بقوله :﴿ عسى أَن يَكُونَ قَدِ اقترب أَجَلُهُمْ ﴾ ؛ كأنه قيل : لعلَّ أجلهم قجد اقترب فما لهُم لا يبادرون إلى الإيمان بالقرآن قبل الموت، وماذا ينتظرون بعد وضوح الحقّ؟ وبأيَّ حديثٍ أحقُّ منه يرون أن يؤمنوا؟ يعني التعلُّق المعنويَّ المرتبطَ بما قبله لا الصناعي وهو واضح. أ هـ ﴿تفسير ابن عادل حـ ٩ صـ ٤٠٦ ـ ٤٠٧﴾
من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
قوله جلّ ذكره :﴿ أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ومَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَىْءٍ ﴾.
أطلع الله - سبحانه - أقمار الآيات، وأماط عن ضيائها سحاب الشبهات ؛ فَمَنْ استضاء بها ترَّقى إلى شهود القدرة.
ويقال ألاح الله تعالى - لقلوب الناظرين بعيون الفكر - حقائق التحصيل ؛ فَمَنْ لم يُعَرِّج في أوطان التقصير أَنْزَلَتْه مراكبُ السِّرِّ بساحات التحقق.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَأَنْ عَسَى أَن يِكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَىِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾.
الناس في مغاليط آمالهم ناسون لوشيك آجالهم، فكم من ناسجٍ لأكفانه! وكم من بانٍ لأعدائه! وكم من زارعٍ لم يحصد زرعه!
هيهات! الكبش يعتلف والقَصَّابُ مسْتَعِدٌّ له!
ويقال سرعة الأَجَل تُنَغِّص لذة الأمل. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ١ صـ ٥٩٣﴾