وقال أبو السعود :
قوله تعالى :﴿ مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ ﴾
استئنافٌ مقررٌ لما قبله منبىءٌ عن الطبع على قلوبهم وقوله تعالى :﴿ وَيَذَرُهُمْ فِى طغيانهم ﴾ بالياء والرفع على الاستئناف أي وهو يذرُهم، وقرىء بنون العظمةِ على طريقة الالتفات، أي ونحن نذرهم، وقرىء بالياء والجزمِ عطفاً على محل فلا هاديَ له كأنه قيل : من يُضللِ الله لا يهدِهِ أحدٌ ويذرْهم، وقد روي الجزمُ بالنون عن نافع وأبي عمرو في الشواذ وقوله تعالى :﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ أي يتردّدون ويتحيرون، حالٌ من مفعول يذرُهم، وتوحيدُ الضمير في حيز النفي نظراً إلى لفظ مَنْ وجمعُه في حيز الإثبات نظراً إلى معناها للتنصيص على شمول النفي والإثباتِ للكل. أ هـ ﴿تفسير أبى السعود حـ ٣ صـ ﴾
وقال الآلوسى :
قوله عزَّ شأنه ﴿ مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ ﴾
استئناف مقرر لما قبله مبني على الطبع على قلوبهم، والمراد استمرا رالنفي لا نفي الاستمرار، وقوله سبحانه وتعالى :﴿ وَيَذَرُهُمْ فِى طغيانهم ﴾ بالياء والرفع على الاستئناف أي وهو يذرهم، وقرأ غير واحد بنون العظمة على طريقة الالتفات أي ونحن نذرهم، وقرأ حمزة.
والكسائي بالياء والجزم عطفاً على محل الجملة الاسمية الواقعة جواب الشرط كأنه قيل : من يضلل الله لا يهده أحد ويذرهم، ويحتمل أن يكون ذلك تسكيناً للتخفيف كما قرىء ﴿ يشعركم ﴾ [ الأنعام : ١٠٩ ] و﴿ ينصركم ﴾ [ الملك : ٢٠ ] وقد روى الجزم مع النون عن نافع.
وأبي عمرو في الشواذ، وتخريجه على أحد الاحتمالين، وقوله تبارك وتعالى :﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ حال من مفعول يذرهم، والعمه التردد في الضلال والتحير أو أن لا يعرف حجة، وإفراد الضمير في حيز النفي رعاية للفظ ﴿ مِنْ ﴾ وجمعه في حيز الإثبات رعاية لمعناها للتنصيص على شمول النفي والإثبات للكل كما قيل هذا. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٩ صـ ﴾