فائدة
قال الفخر :
أصل الإنفاق إخراج المال من اليد، ومنه نفق المبيع نفاقاً إذا كثر المشترون له، ونفقت الدابة إذا ماتت أي خرج روحها، ونافقاء الفأرة لأنها تخرج منها ومنه النفق في قوله تعالى :﴿أَن تَبْتَغِىَ نَفَقاً فِى الأرض﴾ [ الأنعام : ٣٥ ]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢ صـ ٢٩﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿يُنْفِقُونَ﴾ ينفقون : يخرجون.
والإنفاق : إخراج المال من اليد ؛ ومنه نَفَق البيع : أي خرج من يد البائع إلى المشتري.
ونَفَقت الدّابةُ : خرجت روحها ؛ ومنه النافِقاء لجُحْر اليربوع الذي يخرج منه إذا أخذ من جهة أخرى.
ومنه المنافق ؛ لأنه يخرج من الإيمان أو يخرج الإيمان من قلبه.
ونَيْفَق السراويل معروفة وهو مخرج الرِّجل منها.
ونَفِق الزاد : فني وأنفقه صاحبه.
وأنفق القوم : فنى زادهم ؛ ومنه قوله تعالى :﴿إِذاً لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإنفاق﴾ [ الإسراء : ١٠٠ ]. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١ صـ ١٧٨﴾

فصل


قال الفخر :
في قوله :﴿وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ﴾ فوائد :
أحدها : أدخل من التبعيضية صيانة لهم، وكفى عن : الإسراف والتبذير المنهي عنه.
وثانيها : قدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال ويخصون بعض المال بالتصدق به.
وثالثها : يدخل في الإنفاق المذكور في الآية، الإنفاق الواجب، والإنفاق المندوب، والإنفاق الواجب أقسام : أحدها : الزكاة وهي قوله في آية الكنز :﴿وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله﴾ [ التوبة : ٣٤ ].
وثانيها : الإنفاق على النفس وعلى من تجب عليه نفقته.
وثالثها : الإنفاق في الجهاد.
وأما الإنفاق المندوب فهو أيضاً إنفاق لقوله :﴿وَأَنفِقُواْ مِمَّا رزقناكم مّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ الموت﴾ وأراد به الصدقة لقوله بعده :﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مّنَ الصالحين﴾ [ المنافقون : ١٠ ] فكل هذه الإنفاقات داخلة تحت الآية لأن كل ذلك سبب لاستحقاق المدح. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢ صـ ٢٩﴾


الصفحة التالية
Icon