وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً ﴾
أي لا أملك أن أجلب إلى نفسي خيراً ولا أدفع عنها شراً ؛ فكيف أملك عِلم الساعة.
وقيل : لا أملك لنفسي الهدى والضلال.
﴿ إِلاَّ مَا شَآءَ الله ﴾ في موضع نصب بالاستثناء.
والمعنى : إلا ما شاء الله أن يملكني ويمكنني منه.
وأنشد سيبويه :
مهما شاء بالناس يفعل...
﴿ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخير ﴾ المعنى لو كنت أعلم ما يريد الله عز وجل مني من قبل أن يعرِّفنِيه لفعلته.
وقيل : لو كنت أعلم متى يكون لي النصر في الحرب لقاتلت فلم أغلب.
وقال ابن عباس : لو كنت أعلم سنة الجدب لهيأت لها في زمن الخصب ما يكفِيني.
وقيل : المعنى لو كنت أعلم التجارة التي تنفق لاشتريتها وقت كسادها.
وقيل : المعنى لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح ؛ عن الحسن وابن جُريج.
وقيل : المعنى لو كنت أعلم الغيب لأجَبْتُ عن كل ما أُسألُ عنه.
وكله مراد، والله أعلم.
﴿ وَمَا مَسَّنِيَ السواء إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ هذا استئناف كلام، أي ليس بي جنون ؛ لأنهم نسبوه إلى الجنون.
وقيل : هو متصل، والمعنى لو علمتُ الغيب لما مسّني سوءٌ ولحذِرت، ودل على هذا قوله تعالى :﴿ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon