إذا عرفت هذا فنقول : للمفسرين في تفسير قوله :﴿ثَقُلَتْ فِى السموات والارض﴾ وجوه : قال الحسن : ثقل مجيئها على السموات والأرض، لأجل أن عند مجيئها شققت السموات وتكورت الشمس والقمر وانتثرت النجوم وثقلت على الأرض لأجل أن في ذلك اليوم تبدل الأرض غير الأرض، وتبطل الجبال والبحار، وقال أبو بكر الأصم : إن هذا اليوم ثقيل جداً على أهل السماء والأرض، لأن فيه فناءهم وهلاكهم وذلك ثقيل على القلوب.
وقال قوم : إن هذا اليوم عظيم الثقل على القلوب بسبب أن الخلق يعلمون أنهم يصيرون بعدها إلى البعث والحساب والسؤال والخوف من الله في مثل هذا اليوم شديد.
وقال السدي :﴿ثَقُلَتْ﴾ أي خفيت في السموات والأرض ولم يعلم أحد من الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين متى يكون حدوثها ووقوعها.
وقال قوم :﴿ثَقُلَتْ فِى السموات والأرض﴾ أي ثقل تحصيل العلم بوقتها المعين على أهل السموات والأرض، وكما يقال في المحمول الذي يتعذر حمله أنه قد ثقل على حامله، فكذلك يقال في العلم الذي استأثر الله تعالى به أنه يثقل عليهم.
ثم قال :﴿لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً﴾ وهذا أيضاً تأكيد لما تقدم وتقرير لكونها بحيث لا تجيء إلا بغتة فجأة على حين غفلة من الخلق.
وعن النبي ﷺ أنه قال :" إن الساعة تفجأ الناس، فالرجل يصلح موضعه، والرجل يسقي ماشيته، والرجل يقوم بسلعته في سوقه.
والرجل يخفض ميزانه ويرفعه " وروى الحسن عن النبي ﷺ أنه قال :" والذي نفس محمد بيده لتقومن الساعة وإن الرجل ليرفع اللقمة إلى فيه حتى تحول الساعة بينه وبين ذلك "
ثم قال تعالى :﴿يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌ عَنْهَا﴾ وفيه مسألتان :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon