وقال عليه الصلاة والسلام :" في يوم عاشوراء هذا هو اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون " والمراد خلق من النوع الإنساني زوجة آدم، والمقصود التنبيه على أنه تعالى جعل زوج آدم إنساناً مثله قوله :﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا﴾ أي جامعها، والغشيان إتيان الرجل المرأة وقد غشاها وتغشاها إذا علاها، وذلك لأنه إذا علاها فقد صار كالغاشية لها، ومثله يجللها، وهو يشبه التغطي واللبس.
قال تعالى :﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ﴾ وقوله :﴿حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا﴾ قالوا يريد النطفة والمني والحمل بالفتح ما كان في البطن أو على رأس الشجر، والحمل بكسر الحاء ما حمل على ظهر أو على الدابة.
وقوله :﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾ أي استمرت بالماء والحمل على سبيل الخفة، والمراد أنها كانت تقوم وتقعد وتمشي من غير ثقل.
قال صاحب "الكشاف" : وقرأ يحيى بن يعمر ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾ بالتخفيف وقرأ غيره ﴿فمارت به﴾ من المرية.
كقوله :﴿أفتمارونه﴾ [ النجم : ١٢ ] وفي قراءة أخرى ﴿أفتمارونه﴾ معناه وقع في نفسها ظن الحمل وارتابت فيه ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت﴾ أي صارت إلى حال الثقل ودنت ولادتها ﴿دَّعَوَا الله رَبَّهُمَا﴾ يعني آدم وحواء ﴿لَئِنْ ءاتَيْتَنَا صالحا﴾ أي ولداً سوياً مثلنا ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الشاكرين﴾ لآلائك ونعمائك. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ٧٠ ـ ٧١﴾


الصفحة التالية
Icon