وقال أبو السعود :
﴿ فَلَمَّا ءاتاهما صالحا ﴾
لما آتاهما ما طلباه أصالةً واستتباعاً من الولد وولد الولدِ ما تناسلوا فقوله تعالى :﴿ جَعَلاَ ﴾ أي جعل أولادُهما ﴿ لَهُ ﴾ تعالى ﴿ شُرَكَاء ﴾ على حذف المضافِ وإقامةِ المضاف إليه مُقامه ثقةً بوضوح الأمرِ وتعويلاً على ما يعقُبه من البيان وكذا الحال في قوله تعالى :﴿ فِيمَا ءاتاهما ﴾ أي فيما آتى أولادَهما من الأولاد حيث سمَّوْهم بعبد مناف وعبدِ العزّى ونحوِ ذلك وتخصيصُ إشراكِهم هذا بالذكر في مقام التوبيخِ مع أن إشراكَهم بالعبادة أغلظُ منه جنايةً وأقدمُ وقوعاً لِما أن مَساقَ النظمِ الكريمِ لبيان إخلالِهم بالشكر في مقابلة نعمةِ الولدِ الصالِح، وأولُ كفرِهم في حقه إنما هو تسميتُهم إياه بما ذُكر، وقرىء شِرْكاً أي شركةً أو ذوي شركةٍ أي شركاءَ.