وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً ﴾
أي أيعبدون ما لا يقدر على خلق شيء.
﴿ وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ أي الأصنام مخلوقة.
وقال :"يُخْلَقُونَ" بالواو والنون لأنهم اعتقدوا أن الأصنام تضر وتنفع، فأجريت مجرى الناس ؛ كقوله :﴿ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [ الأنبياء : ٣٣ ].
وقوله :﴿ يا أيها النمل ادخلوا مَسَاكِنَكُمْ ﴾ [ النمل : ١٨ ]. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
قوله سبحانه وتعالى :﴿ أيشركون ﴾
قرئ بالتاء على خطاب الكفار، وقرئ بالياء على الغيبة ﴿ ما لا يخلق شيئاً ﴾ يعني إبليس والأصنام ﴿ وهم يخلقون ﴾ أي وهم مخلوقون.
فإن قلت : كيف وحد يخلق ثم جمع فقال وهم يخلقون؟
قلت : إن لفظة " ما " تقع على الواحد والإثنين والجمع فهي من صيغ الواحدان بحسب ظاهر اللفظ ومحتملة بحسب المعنى فوحد قوله ما لا يخلق رعاية الحكم ظاهر اللفظ وجمع قوله وهم يخلقون رعاية لجانب المعنى.
فإن قلت : كيف جمع بالواو وبالنون لمن لا يعقل وهو جمع من يعقل من الناس؟
قلت : لما اعتقد عابدو الأصنام أنها تعقل وتميز ورد هذا الجمع بناء على ما يعقدونه ويتصورنه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon