وقال الثعلبى :
﴿ خُذِ العفو ﴾
قال مجاهد : يعني العفو من أخلاق الناس وأعمالهم بغير تخميس.
قال ابن الزبير : ما أنزل الله تعالى هذه الآية إلاّ في أخلاق الناس.
وقال ابن عباس والسدي والضحاك والكلبي : يعني ماعفا لك من أموالهم وهو الفضل من العيال والكل فما أتوك به عفواً فخذه ولا تسألهم ما ذرأ ذلك.
وهذا قبل أن ينزل فريضة الصدقات. ولما نزلت آية الصدقات نسخت هذه الآية وأمر بأخذها منهم طوعاً وكرهاً ﴿ وَأْمُرْ بالعرف ﴾ أي بالمعروف. قرأ عيسى بن عمر : العُرُف ضمتين مثل الحُلُم وهما لغتان والعرف المعروف والعارفة كل خلصة حميدة فرضتها العقول وتطمئن إليها النفوس. قال الشاعر :

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس
قال عطاء : وأمر بالعرف يعني لا إله إلاّ الله ﴿ وَأَعْرِضْ عَنِ الجاهلين ﴾ أبي جهل وأصحابه نسختها آية السيف. ويقال " لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ﷺ لجبرئيل :" ما هذه؟ قال : لا أدري حتّى أسأل، ثمّ رجع فقال : يا محمد إن ربّك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك " فنظم الشاعر فقال :
مكارم الأخلاق في ثلاث من كملت فيه فذاك الفتى
إعطاء من يحرمه ووصل من يقطعه والعفو عمن عليه اعتدى
قال جعفر الصادق :" أمر الله تعالى نبيه ﷺ بمكارم الأخلاق وليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية ".
قال النبيّ ﷺ ( رحمهما الله ). وقالت عائشة : مكارم الأخلاق عشرة : صدق الحديث. وصدق البأس في طاعة الله. وإعطاء السائل. ومكافأة الصنيع. وصلة الرحم. وأداء الأمانة. والتذمم للصاحب. والتذمم للجار وقرى الضيف ورأسهن الحياء.
أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد المذكور أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، أنشدنا ابن أبي [ الدنيا ] أنشدني أبو جعفر القرشي :


الصفحة التالية
Icon