وقال الخازن :
قوله تعالى :﴿ خذ العفو ﴾
العفو هنا الفضل وما جاء بلا كلفة والمعنى : اقبل الميسور من أخلاق الناس ولا تستقصِ عليهم فيستقصوا عليك فتتولد منه العداوة والبغضاء.
وقال مجاهد : يعني خذ العفو من أخلاق الناس وأعمالهم من غير تجسس وذلك مثل قبول الاعتذار منهم وترك البحث عن الأشياء والعفو التساهل في كل شيء ( خ ) عن عبد الله بن الزبير قال : ما نزلت خذ العفو وأمر بالعرف إلا في أخلاق الناس وفي رواية قال أمر الله نبيه ( ﷺ ) أن يأخذ العفو من أقوال الناس وكذا في جامع الأصول وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي قال أمر الله نبيه ( ﷺ ) أن يأخذ العفو من أقوال الناس أو كما قال : وقال ابن عباس يعني خذ ما عفا لك من أموالهم فما أتوك به من شيء فخذه وكان هذا قبل أن تتنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها وما انتهت إليه وقال السدي خذ العفو أي الفضل من المال نسختها آية الزكاة، وقال الضحاك : خذ ما عفا من أموالهم وهذا قبل أن تفرض الصدقة المفروضة ﴿ وأمر بالعرف ﴾ يعني وأمر بكل ما أمرك الله به وهو ما عرفته بالوحي من الله وكل ما يعرفه الشارع وقال عطاء وأمر بقوله لا إله إلا الله ﴿ وأعرض عن الجاهلين ﴾ أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ( ﷺ ) أن يصفح عن الجاهلين وهذا قبل ان يؤمر بقتال الكفار فلما أمر بقتالهم صار الأمر بالإعراض عنهم منسوخاً بآية القتال : قال بعضهم : أول هذه الآية وآخرها منسوخ، ووسطها محكم يريد ينسخ أولها أخذ الفضل من الأموال فنسخ بفرض الزكاة والأمر بالمعروف محكم والإعراض عن الجاهلين منسوخ بآية القتال روي أنه لما نزلت هذه الآية قال رسول الله ( ﷺ ) لجبريل :" ما هذا " ؟ قال لا أدري حتى أسأل.
ثم رجع فقال إن ربك يأمرك أن تصل من قطعت وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ذكره البغوي بغير سند.