وخامسها : أن يتذكر أنه ربما انقلب ذلك الضعيف قوياً قادراً عليه، فحينئذ ينتقم منه على أسوأ الوجوه، أما إذا عفا كان ذلك إحساناً منه إليه، وبالجملة فالمراد من قوله تعالى :﴿إِذَا مَسَّهُمْ طائف مّنَ الشيطان تَذَكَّرُواْ﴾ ما ذكرناه من الاعتقادات الثلاثة، والمراد من قوله :﴿تَذَكَّرُواْ﴾ ما ذكرناه من الوجوه التي تفيد ضعف تلك الاعتقادات وقوله :﴿فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ معناه أنه إذا حضرت هذه التذكرات في عقولهم، ففي الحال يزول مس طائف الشيطان، ويحصل الاستبصار والانكشاف والتجلي ويحصل الخلاص من وسوسة الشيطان.
المسألة الرابعة :
قوله :﴿فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ معنى ( إِذَا ) ههنا للمفاجأة، كقولك خرجت فإذا زيد وإذا في قوله :﴿إِذَا مَسَّهُمْ﴾ يستدعي جزاء، كقولك آتيك إذا احمر البسر. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ١٥ صـ ٨٠ ـ ٨١﴾