وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ ﴾ أي تقرؤها عليهم.
﴿ قَالُواْ لَوْلاَ اجتبيتها ﴾ لولا بمعنى هّلا.
ولا يليها على هذا المعنى إلا الفعل ظاهراً أو مضمراً، وقد تقدّم القول فيها في "البقرة" مستوفى.
ومعنى "اجتبيتها" اختلقتها من نفسك.
فأعلمهم أن الآيات من قبل الله عز وجل، وأنه لا يقرأ عليهم إلا ما أنزله عليه.
يقال : اجْتَبَيْتُ الكلام أي ارتجلته واختلقته واخترعته إذا جئت به من عند نفسك.
﴿ قُلْ إِنَّمَآ أَتَّبِعُ مَا يوحى إِلَيَّ مِن رَّبِّي ﴾ أي من عند الله لا من عند نفسي.
﴿ هذا بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ ﴾ يعني القرآن، جمع بصيرة، هي الدلالة والعبرة.
أي هذا الذي دللتكم به على أن الله عز وجل واحدٌ بَصَائِرُ، أي يُستبصَر بها.
وقال الزجاج :"بَصَائِرُ" أي طُرُقٌ.
والبصائر طُرُقُ الدِّين.
قال الجُعْفِيّ :
راحوا بصائرهم على أكتفافهم...
وبَصيرتِي يَعْدُوا بها عَتِدٌ وأَي
﴿ وَهُدًى ﴾ رشد بيان.
﴿ وَرَحْمَةً ﴾ أي ونعمة. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾