وقال القرطبى :
﴿ إِنَّ وَلِيِّيَ الله الذي نَزَّلَ الكتاب ﴾
أي الذي يتولَّى نصري وحفظي اللَّهُ.
وولِيُّ الشيءِ : الذي يحفظه ويمنع عنه الضرر.
والكتاب : القرآن.
﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصالحين ﴾ أي يحفظهم.
وفي صحيح مسلم عن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله ﷺ جهاراً غير سر يقول :" ألا إنّ آل أبي يعني فلاناً ليسوا لي بأولياء إنما وَلِيِّي اللَّهُ وصالح المؤمنين " وقال الأخفش : وقرىء "إنّ ولِيِّ اللَّهِ الذي نزّل الكتابَ" يعني جبريل.
النحاس.
هي قراءة عاصم الجَحْدَرِيّ.
والقراءة الأُولى أبْيَن ؛ لقوله :﴿ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصالحين ﴾. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٧ صـ ﴾
وقال الخازن :
﴿ إن وليي الله ﴾
يعني أن الذي يتولى حفظي وينصرني عليكم هو الله ﴿ الذي نزل الكتاب ﴾ يعني القرآن، المعنى كما أيدني بإنزال القرآن علي كذلك يتولى حفظي وينصرني ﴿ وهو يتولى الصالحين ﴾ يعني يتولاهم بنصره وحفظه فلا تضرهم عداوة من عاداهم من المشركين وغيرهم ممن أرادهم بسوء أو كادهم بشر.
قال ابن عباس : يريد بالصالحين الذين لا يعدلون بالله شيئاً ولا يعصونه وفي هذا مدح للصالحين لأن من تولاه الله يحفظه فلا يضره شيء. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon