وقال السمرقندى :
قوله تعالى :﴿ واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا ﴾
يقول : اقرأ يا محمد إذا كنت إماماً بنفسك تضرعاً يعني : مستكيناً ﴿ وَخِيفَةً ﴾ يعني : وخوفاً من عذابه وهذا قول مقاتل.
وقال الكلبي :﴿ واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ ﴾ يعني : سراً ﴿ وَدُونَ الجهر مِنَ القول بالغدو والاصال ﴾ يعني : العلانية حتى يسمع من خلفك.
وقال الضحاك : معناه اجهر بالقراءة في الغداة والمغرب والعشاء ﴿ وَلاَ تَكُنْ مّنَ الغافلين ﴾ يعني : لا تغفل عن القراءة في الظهر والعصر، فإنك تخفي القراءة فيهما وروي عن رسول الله ﷺ أنه قال " اذْكُرُوا الله ذِكْراً كَثِيراً خَامِلاً " قيل : وما الذكر الخامل؟ قال :" الذِّكْرُ الخَفِيُّ "
قوله تعالى :﴿ بالغدو والآصال ﴾ يعني : غدوة وعشية.
وروى يحيى بن أيوب عن خالد بن سعيد بن أبي هلال عن من سمع عقبة بن عامر قال : المسر بالقراءة كالمسر بالصدقة، والمعلن بالقراءة كالمعلن بالصدقة.
ثم قال :﴿ وَلاَ تَكُنْ مّنَ الغافلين ﴾ عن القراءة في الصلاة. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ١ صـ ﴾
وقال الثعلبى :
﴿ واذكر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ ﴾
قال ابن عباس : يعني بالذكر القراءة في الصلاة ﴿ تَضَرُّعاً ﴾ جهراً ﴿ وَخِيفَةً ﴾ ﴿ وَدُونَ الجهر ﴾ دون رفع القول في خفض وسكوت يسمع من خلفك.
وقال أهل المعاني : واذكر ربّك اتعظ بالقرآن وآمن بآياته واذكر ربّك بالطاعة في ما يأمرك ( تضرّعاً ) تواضعاً وتخشّعاً ( وخيفة ) خوفاً من عقابه، فإذا قرأت دعوت بالله أي دون الجهر : خفاء لا جهار.
وقال مجاهد وابن جريج : أمر أن يذكروه في الصدور. ويؤمر بالتضرع فى الدعاء والاستكانة.
ويكره رفع الصوت [ والبداء ] بالدعاء وأمّا قوله ﴿ بالغدو والآصال ﴾ فإنه يعني بالبكر والعشيات، واحد الآصال أصيل، مثل أيمان ويمين، وقال أهل اللغة : هو ما بين العصر إلى المغرب ﴿ وَلاَ تَكُنْ مِّنَ الغافلين ﴾. أ هـ ﴿الكشف والبيان حـ ٤ صـ ﴾