وقال ابن عطية :
قوله تعالى :﴿ واذكر ربك في نفسك ﴾ الآية،
مخاطبة للنبي ﷺ تعم جميع أمته وهو أمر من الله عز وجل بذكره وتسبيحه وتقديسه والثناء عليه بمحامده، والجمهور على أن الذكر لا يكون في النفس ولا يراعى إلا بحركة اللسان، ويدل على ذلك من هذه الآية قوله :﴿ ودون الجهر من القول ﴾ فهذه مرتبة السر والمخافتة باللفظ، و﴿ تضرعاً ﴾ معناه تذللاً وخضوعاً، ﴿ خيفة ﴾ أصلها خوفة بدلت الواو ياء لأجل الكسرة التي تقدمتها، وقوله ﴿ بالغدو والآصال ﴾ معناه دأباً وفي كل يوم وفي أطراف النهار، وقالت فرقة هذه الآية كانت في صلاة المسلمين قبل فرض الصلوات الخمس، وقال قتادة :" الغدو " صلاة الصبح و﴿ الآصال ﴾ صلاة العصر و﴿ الآصال ﴾ جمع أصل والأصل جميع أصيل وهو العشيّ وقيل ﴿ الآصال ﴾ جمع أصيل دون توسط كإيمانٍ جمع يمين و" آصال " أيضاً جمع أصاييل فهو جمع جمع الجمع، وقرأ أبو مجلز " والإيصال " مصدر كالإصباح والإمساء، ومعناه إذا دخلت في الأصيل وفي الطبري قال أبو وائل لغلامه هل أصلنا بعد؟ ﴿ ولا تكن من الغافلين ﴾ تنبيه، ولما قال الله عز وجل ﴿ ولا تكن من الغافلين ﴾ جعل بعد ذلك مثالاً من اجتهاد الملائكة ليبعث على الجد في طاعة الله عز وجل. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٢ صـ ﴾